[1] [2] العقاب [ عدل] إذا أخل الولد بواجباته أو تأخر في الدراسة أو بدرت منه خطيئة فأن هذا يعرضه للضرب المبرح والحبس على يد (المطوع). وكان الأهالي في السابق يؤيدون طريقه (المطوع) في تأديب الولد وعدم تركه لأهوائه ونزواته. وإذا تغيب أحد الأولاد عن الدرس دون عذر معروف يختار (المطوع) ثلاثة من الأولاد أكبرهم سنا … ويرسلهم في البحث عن الولد لإحضاره إلى منزل(المطوع) ويذهبون للبحث على البحر أو في أماكن صيد الطيور في البر. وعندما يشاهدونه ينقضون عليه ويحملونه من يديه ورجليه ويذهبون به إلى (المطوع) وأثناء ذلك ترتفع أصوات الأولاد ويقولون (يبناه يبناه) أي أحضرنا الولد الهارب ثم يدخلون به على(المطوع).. أما عن طرق العقاب فقد كانت شديدة ومبرحة للغاية، لكون (المطوع) قد أخذ الضوء الأخضر من ولي الأمر عندما قام بتسليمه إليه، حيث يقول الأب (للمطوع):"خذ اللحم وعطنا العظم"، أي بمعنى أن هذا الولد محض تصرفك بمعاقبته إلا أن يأتينا بنتيجة مرضية تسر ويصبح هذا الولد متعلما. ففي خلال تلقي التلاميذ الدرس يكون من بينهم المتذمر للدرس والبعض من المشاغبين الذي يصدرون أصوات وحركات تثير الضحك للتلاميذ الآخرين ويقوم هؤلاء الأطفال المشاغبون بإصدار حركاتهم خفية دون مرأى من (المطوع) ولكن (المطوع) سرعان ما يكتشف هؤلاء المشاغبين فيتم معاقبتهم أمام زملائهم حتى يكونا عبرة وعظة للغير، وعند عدم تمكن (المطوع) من اكتشاف التلميذ المشاغب فإن (المطوع) يتوعد ويهدد بمعاقبة الجميع دون استثناء ففي هذه الحالة يستدل البعض على زميله المشاغب بالتلويح بإصبعه نحوه.
يدرس الطالب سنتين يمر فيها على القرآن الكريم بعد ذلك يرجع إليه ويجرده ويتقن نطقه ويأخذ معه بعضاً من الفقهيات مثل أحكام الصلاة ومن يرغب مواصلة الدراسة في الكتَّاب وهؤلاء من يشجعهم أهلهم ويحرصون عليهم وهم قلة يصابرون في حفظ القرآن الكريم كاملاً ويستغرق ذلك من ست سنوات إلى عشر سنوات. أما من لا يحرص أهلهم على ذلك لحاجتهم للكد معهم في الفلاحة فيكتفون بالسنتين. وأدوات الكتابة هي: القلم: كان الناس في الماضي يعتمدون على ما هيأ الله لهم في البيئة ومواردها، فالقلم من القصب الذي يجدون مخلفاته في مزارعهم، حيث تبرى القصبة بالسكين أو غيرها وتشق من رأسها، أو من شجر المرخ أو العصفر، ويوضع فيها الحبر وتكون جاهزة للكتابة. الحبر: المداد أو الحبر يعمل من غسيل (الشيال) ويُضاف عليه بعض من الصمغ الذي يستخرج من أشجار الطلح المتوفر بكثرة في الصحراء، ثم يضاف إليه من سواد القدور، أو ما يسمى (السنو) ثم يطبخا معاً فترة من الزمن ثم يجفف الخليط في الشمس على هيئة أقراص تذاب بالماء عند الحاجة في الدواة الخشبية المصنوعة محلياً وتسمى المحابر أو جرو الدواة. المحابر: الدواة أو المحبرة أو جرو الدواة يصنع من شجر الأثل أو من الخشب.
قبل توحيد المملكة العربية السعودية ، كان التعليم يقتصر على الكتاتيب بشكل عام، ولم يكن موجود أي نظام تعليمي للمراحل التعليمية، بل كان المنهج الدراسي هو حفظ القرآن والقراءة والإملاء والخط والحساب، وكانت المدارس الموجودة قليلة ومنحصرة في أماكن معينة، وكانت مؤسسةعلى يد العثمانيون أو الهاشميون أو بجهود ذاتية من المواطنين. تعريف الكتاتيب – اشتهر المسجد النبوي الشريف قديماً بالكتاتيب، وهي جمع كتاب وهو المكان الذي يتلقى فيه الأولاد العلم كالقراءة والكتابة ويحفظون فيه القرآن الكريم ويتلقوا مبادئ الدين الإسلامي ويدرسوا اللغة العربية. – كانت الكتاتيب منها المخصص لتعليم البنيين وكتاتيب مخصصة لتعليم البنات. – كان يدير هذا الكتاب معلم ويطلق عليه العديد من الأسماء منهم: المعلم والمؤدب والفقيه والملا، وكان يشترط فيه عدة شروط أهمها: – أن يكون لديه رسوخ في العقيدة الإسلامية والإلمام بالمواد التي يقوم بتدريسها. – وأن يقوم بمراعاة ميول وحاجات الأطفال ويقوم بمعاملتهم بالإحسان واللطف – في فترة غياب المؤدب ينوب عنه شخص يسمى العريف ويكون من كبار الصبية النابهين فيقوم بالإشراف على زملائه. – لا يقتصر دور المؤدب على تعليم الأطفال فقط بل أن يقوم بتنشئتهم النشأة الصالحة ويقوم بغرس الأخلاق الحميدة والمبادئ الفاضلة في نفوسهم.
عقاب الطالب قديماً: كان المعلم في السابق له احترامه وتقديره وإجلاله، وله هيبته التي فرضت نفسها، فكان في السابق إذا مر المعلم مع الطريق وصادف وجود طلاب فيه، فإنهم يسرعون خوفاً من المدرس، وإذا لم يتيسر الهرب فإن الطالب يكاد يسقط من شدة رؤية المعلم ويضطرب وترتعد فرائصه خوفاً وتقديراً، فإن الطالب إذا رأى المدرس فإنه يرجع من طريق آخر غير الطريق الذي سلكه المدرس، فإذا ظهر من الطالب ما يوجب العقاب، فإنه يكون عقاباً صارماً يحدده المعلم (المطوع) ومن أدوات العقاب في الماضي ما يلي: الفلكة: وتسمى الجحيشة أو المشله، وهي خشبة طويلة إسطوانية يقدر طولها متراً تقريباً وهي من خشب الأثل وتكون مثقوبة من طرفيها حتى يوضع فيها الحبل الذي يربط مع الجهتين وترافقها المصطعة التي يضرب بها على رجليه. المصطعة: وهي عصا ملساء مستقيمة عندما يضرب بها المعلم تحدث صفيراً وتهفهف في الهواء وتكون ملازمة لخصبة الفلكة وتلف معها وتجعل خلف السحارة (الطاولة) التي يقرأ عليها المطوع ويكتب عليها، ويكون عقاب الطالب بالمصطعه على رجليه. البغيلة: من أدوات العقاب قديماً يعلق الطالب بواسطتها في وضع خاص، فيقم المطوع بتأديبه وضربه على أماكن مختلفة ومتفرِّقة من جسده.