وَلَعَلَّ أَكْثَرَ مَا سَاهَمَ فِي خَسَارَتِهِ الحَرْبِ, هُوَ نَقْصُ المَعْلُومَاتُ لَدَيْهُ بِالمِنْطَقَةِ الَّتِي ذَهَبَ لِاِجْتِيَاحِهِ, وَقَدْ كَانَتْ تِلْكَ المِنْطَقَةُ دَرَجَاتِ الحَرَارَةِ بِهَا تَتَعَدَّى الوَاحِدُ تَحْتَ الصِّفْرِ, مِمَّا دَفْعُهِ لِلاِنْسِحَابِ بَعْدَ أَنْ تَأَثَّرَتْ جُنُودُهُ وَتُوفِي مِنْهُمْ الكَثِيرَ, وَلَمْ تُؤَثِّرْ الأَقْرَاصَ الَّتِي أَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا شَيْئًا بَيْنَ هَذَا السقيع, وَلَوْ كَانَ هِتْلَرُ لَدَيْهُ المَعْلُومَاتِ الكَافِيَةُ لَاِجْتَاحَ العَالَمُ.. هَذَا أَبْسَطُ مِثَالٍ عَلَى أَهَمِّيَّةَ المَعْلُومَاتِ, فَهِيَ لَيْسَ فَقَطْ مُجَرَّدَ كَلِمَاتٍ مُتَرَاصَّةٍ عَلَى صَفَحَاتُ الكُتُبِ, وَلَكِنَّهَا عِلْمٌ يُحْيَا بِهِ البَشَرُ كُلَّ يَوْمٍ, وَبَعْدَ أَنْ صَارَتْ تِلْكَ المَدَافِعُ وَالطَّائِرَاتُ لَا تَجِدِي نَفْعًا مِنْ أَجْلِ تَحْقِيقَ الأَهْدَافِ, بَدَأَتْ حَرْبُ الجَوَاسِيسِ الَّتِي تَعْتَمِدُ عَلَى سِرْقَةٍ وَمَعْرِفَةِ المَعْلُومَاتِ بِطَرِيقَةٍ إحترافِيَّةٍ دُونَ أَنْ يُسَاعِدَ فِي كَشْفَ العَمِيلِ. لَمْ تَكُنْ الجاسوسِيَّةَ هِيَ وليدة اللَّحْظَةُ, بَلْ بَرَزَتْ أَهَمِّيَّةٌ بَعْدَ أَنْ أَثْبَتَتْ الحُرُوبُ, وَالصِّرَاعَاتُ فَشَلُهَا الذَّرِيعُ, فَذَهَبَ السِّيَاسِيُّونَ لِلبَحْثِ عَنْ طُرُقٌ أُخْرَى, فَكَانَتْ الجاسوسِيَّةَ وَزَرَعَ عُمَلَاءُ فِي الدُّوَلِ المُعَادِيَةُ هِيَ الحَلُّ الأَمْثَلُ مِنْ أَجْلِ أَنْ تُحَافِظَ القِوَى العُظْمَى عَلَى التَّوَازُنِ الَّذِي يَحْفَظُ مَكَانَتَهَا.. وَلَمْ تَقْتَصِرْ المَعْلُومَاتُ فِي الاِسْتِخْدَامِ كَسِلَاحٍ سِيَاسِيٍّ, وَلَكِنَّ العَدِيدُ مِنْ الدُّوَلُ اِسْتَخْدَمَتْهُ كَسِلَاحٍ فِكْرِيٌّ مِنْ أَجْلِ أَنْ تَسْمَحَ لِأَبْنَائِهَا أَنْ يَنْهَضُوا بِأُمَّتِهِمْ, فَأَرْسَلَتْ البَعَثَاتِ, وَطَوَّرَتْ مِنْ المَكْتَبَاتُ, وَتَطْوِيرُ الإِعْلَامِ, وَالقَضَاءُ عَلَى الإِشَاعَاتُ الَّتِي هِيَ قُنْبُلَةٌ مَوْقُوتَةٌ بِإِمْكَانِهَا تَدْمِيرُ مُجْتَمَعَاتٍ.
ثانياً مصادر المعلومات الصوتية والسمعية: هذه المصادر تتمثل في المواد البصرية مثل الصور والدمى، والمواد السمعية مثل الراديو والتسجيلات الصوتية والأعمال الموسيقية، والمواد السمعية البصرية مثل الأفلام المتحركة والفيديو. شروط المعلومات لكي يُمكن الرجوع إلى المعلومات كمصدر موثوق وقابل للإستخدام مرة أخرى، يجب أن تخضع هذه المعلومات للشروط التالية: • توافر بيئة خاصة بالمعلومات في مختلف المجالات؛ للتأكد من صحة المعلومات ومصدرها الصحيح. • التأكد من صحة المعلومات عن طريق الرجوع إلى المُتخصصين والباحثين الموثوق فيهم مثل، علماء اللغة، والإقتصاديين، والخبراء، والأشخاص الأكاديميين. • الإعتماد على أدوات البحث الرئيسية للتأكد من صحة المعلومات، وذلك عن طريق إستخدام مناهج البحث المتخصصة. • الرجوع إلى التوثيق النصي والرقمي؛ للمشاركة في حفظ المعلومات، وحمايتها من الفقد أو التزوير.